النشــأة العضوية الرؤسـاء الأعضـاء المنشورات آفــاق أنشطة بلاغــات مؤتمــرات
المنشـورات الإلكترونية مواقف معادية للاتحاد

المنشورات الإلكترونيـة

عبد الهادي السعيد

www.abdelhadi-said.com

عبد الهادي السعيـد: تفاصيل السَّّراب

الأفـــول

 


الأفـــول

قابعا في غيابة الوقتِ
ها أنت يا أنا
تنعي هاجسك الأخرقَ
تقص رؤياك على حصى الجبِّ،
حلما بلا قمرٍ،
صوتا بلا ذكرى:
لاهثٌ صداك لا يعلو إلى السطحِ،
مضى زمنٌ
ولا وارد أدلى دلوهُ
ولا وارد صاح يا بشرى!
تقولُ:
أنا ابن السبع الخضرِ،
عما قريبْ،
ستلفِظ الأرض أحشاءها،
سينكسر الزمان الدائريُّ
فأعدي يَتها الأذن ريحكِ،
و ارتفعي أعلى
إلى السماءْ!
تقولُ..
ثم يهيم في جهات المزنِ
ضوء من أناملكَ،
و حين تنادي الغيمة الحبلى
همم الحقولْ،
حين تلتفت السواقي
و ترتعش السهولْ،
تستصرخ الأرض أرجاءها،
و البلاد أبناءها،
تصيح الكائناتْ:
قد ترجل العالم عن صمتهِ
فيا حلماً
عجنته أيامنا بالدم والغبارْ
كن ما شئتَ
و امض إلى تخوم القولِ
ثم عدْ
مضرجا بغرابتكَ،
أو ببداهتكَ،
فهذا الألم المشعُّ
قد لاح من شجر العمرِ
وتلك الجراح الثكلى
قد زوبعها الكلام على براريهِ،
ثم صاحَ:
أنا غدكمْ
فأهيلوا الترابْ
على أشباح المنى،
الوقت حان أن تنبسطوا
كي يستريح الليلُ
و أنتمْ
و اليبابْ!
و تسير المفرداتْ..
لا وجه لهذا الكلامْ!
على قدر فوضاه تسيرْ..
تعمى يبللها السرابْ
تسقط مستضعفةً
بين مخالب الوهمِ:
مِزَقٌ هي الكلماتْ
هل ضاق المابين بالشعراءْ ؟
أم أنه النكران شل ثوالثهمْ ؟
هي المدينةُ
لا خراب ولا عِمارْ
تتخبط في نفسها،
لا تطردُ،
لا تحتفي،
فقط تعشق ريحها
و أنا بقية من عماءْ،
أتحسس وحدي
بريق هذا السوادْ!

ثنائية العراء


تغيرني الشوارعُ
أمشي
ويرميني زقاقٌ
إلى الهاجس الآدميِّ
تغيرني
حشرجات الوقتِ
أرى أمسي
إذ يسيلْ
أرق لمفردة الجدِّ
أبصر ما مضى من الأيامْ
وأقضم من عمري الدقائقَ
الغامضه
من ذا ينسى
أساطير الغدِ؟
من ذا يصمتُ؟
كي أستخلد في يدي الكون الزاحفَ
وأسترق السمعَ
للحظة الوامضه
و أنا أنزل من رابيةِ
الحلمِ
إلى زمن العراءْ
تودعني السحائبُ
أشم رائحة العقمِ
و لا تدثرني السماءْ
و حتى أحطَّ
في الساحة الجرداءْ
أمر في خلوة اليأسِ
إن كانت إلا رمقةً
واحده
فإذا بي أهبطُ
ولا تهبطُ
المائده
قد مات أمامي البراقُ
لكني
لا أتغيرُ...
ليَ الصفر يداعبني
ليْ
أيامي البارده!

دليل الجلاء


أمام الجلاءْ،
لا يذكر عِرقٌ
طالما عصرت دمي
كي ينزل فيه ماء الروحْ
لا الوعود التي
أثارتها التفاتة الضوءْ،
ولا حتى الطلائعَ
من هبة سماويةٍ
كان الليل يهيء تفاصيلها
بتفان حثيثْ...
إنسَ ما شئتَ خذِ البحرَ بعيداً و لا تبرحِ الجذعَ الْجَلاءُ قدرٌ حتى عليكَ فلِمَ تنسى الآنَ ما شئتَ لكَ لِمَ لِمَ هلِ الموجُ يُنسيني أنا و لا يُنْسينيكَ تعالَ عِرقٌ أنتَ عرقي كُنتَ تعالَ كنْ لي كما كنتَ التَّثاؤبُ يَسكنُ الزورقَ الدالياتُ لا تنمو في البحرِ أدري ثم لا أدري ما أريدُ سِوى أني أريدكَ أنتَ أنتَ معي من الشمسِ إلى الصّقيع انسَ مَا شئتَ لا لا تَنْسَ ما شئتَ لكَ و لي أنتَ كنتَ سَأفرغُ البحرَ فأتِ نَعَمْ وأبني الزّهرَ ثم أرنو للأفْقِ و لا أنتظرُ العبيرَ إلا منكَ يجيءْ!
ثكلَى في تعاريجِ الزمانِ الرعابيبُ برَملِ الغوتِ تلهو و هْي وحيدةُ هذا الظلِّ غابَ غصنُ التيهِ و حتى القاربُ هل في البحرِ شفاءُ الأميراتِ أدْنُ أدْنُ صدى الموجِ في الليلِ مزمارُ وحشةٍ سوداءَ مَنْ يُعيدَ النهارَ إلى فجرهِ الآفلُ أنتَ عُدْ صحراءُ هذا اليمِّ ليلةٌ دلماءُ آهِ آهِ منَ الأحورِ أدْنُ عُدْ ثمَّ عُدْ فَادْنُ للضوءِ مدينٌ أنتَ ملْءَ النورِ عُدْ مَدينٌ أنتَ للنورِ مِلْءَ ما فيكَ بَعْدُ مِنْكَ و مِنْ رعشةِ الأشجارْ

 

محاورة الكـلام

حشرجات الزمن الشريد
موقع اتحاد كتاب المغرب

  Copyright © 2001 unecma.net