النشــأة العضوية الرؤسـاء الأعضـاء المنشورات آفــاق أنشطة بلاغــات مؤتمــرات
 جائزة الأدباء الشباب مواقف معادية للاتحاد

كان الرهان المغاربي هو المنطلق في تأسيس اتحاد أدباء المغرب أوائل سنوات الستين … فقد استقر رأي نخبة من المغاربة على دعوة زملائهم المغاربيين الى الالتفاف حول هيئة ثقافية مستقلة تدافع عن حقوقهم وتشخص طموحهم إلى ترشيد الممارسة الثقافية الملتزمة بأوفاق قومية وطنية…

ولأمر ما، سيصادف هذا المشروع ظرفية تاريخية وسياسية معقدة ستجعل من الصعب تحقيقه في حدوده الدنيا، مما سيحمل نفس النخبة المغربية على تعديل مخططها ليلائم شروط مغرب عربي آخذ في التشكل ولكن بوثيرة شديدة البطء…

ومن هنا وقع الاختيار على إطلاق جمعية [اتحاد كتاب المغرب] كمنظمة ثقافية جماهيرية مستقلة تسعى الى تأسيس تقاليد جديدة لمعالجة الذائقة الثقافية في إطار المغرب الأقصى تحديدا…

وهكذا، فبين 1961 و1968 سيأخذ الدكتور محمد عزيز الحبابي، الكاتب والفليسوف المغربي، صحبة لفيف من رفاقه النشيطين، على عاتقهم تكريس عمل جمعوي غير مسبوق في المغرب، له مقر ثابت [دار الفكر]، ونشرة ثقافية دورية [مجلة آفاق]، ووضعية اعتبارية تؤهله الى لعب دور طلائعي واحتلال موقعه المتميز تحت شمس الثقافة العربية بالمغرب.

وسوف تشهد هذه الحقبة انبثاق وعي جديد لدى المثقف الوطني في أعقاب مرحلة تصفية الاستعمار ، كما ستؤرخ لطفرة نوعية تعيشها الأجناس الأدبية الوافدة مع الانفتاح على الأدب المشرقي قصص،روايات ،شعر حديث ومقالات أدبية ، الخ …ومن جهة أخرى ستنشأ لأول مرة في المغرب الحديث أساليب جديدة لتقبل العمل الأدبي ، غير الأساليب الشفوية المعهودة ، هي عادات القراءة الصامتة..

وستأتي حقبة السبعينات (1968-1976) لتحمل إلى الواجهة اسما بارزا في الحركة الثقافية الوطنية هو الأستاذ عبد الكريم غلاب . وسيكون عليه كرئيس جديد لاتحاد كتاب المغرب ، أن يقدم الترجمة الملموسة لتوصيات المؤتمر الثاني الذي شهدت وقائعه قاعة مدارس محمد الخامس بالرباط.

وتقع في صميم هذه النقلة النوعية مسألة الاستقلال عن السلطة الحكومية التي كان بعض رجالها قد نجحوا في التسلل إلى هياكل الاتحاد ، ومن جانب آخر سيتم الاتجاه إلى تفعيل دور الاتحاد كأداة ثقافية تساير تطلعات الجماهير ذات المصلحة العليا في التغيير المنشود…

ولتحقيق هذه الغاية، سيجري تطعيم أجهزة اتحاد الكتاب بأعضاء ينتسبون الى مختلف الفصائل السياسية الوطنية مما سيتيح للاتحاد أن يشتغل مستفيدا من فسيفساء متنوعة من المثقفين العضويين ويعطي الدليل على الطابع الثقافي المحض الذي ظل الاتحاد يسعى الى تجسيده.

وعندما تهل أواسط السبعينات، ستكون الشروط قد نضجت لتحويل اتجاه الاتحاد نحو ممارسة اكثر راديكالية والتزاما، بتقلد الأستاذ محمد برادة، أحد ابرز الوجوه الثقافية الاشتراكية بالمغرب، لرئاسة الاتحاد (1976-1983).

ومع هذا الأخير سيزداد الاتحاد انفتاحا على الأفق العربي، مستفيدا من العلاقات التي كان برادة قد نسجها مع المثقفين المشارقة، خاصة المصريين، وسيتم التداول والمصادقة على ميثاق الشرف والقانون التنظيمي الأساسي، كما سيتكرس الميل نحو ثقافة حداثية تعلي من شأن الإشكالات والأسئلة الرائجة في الحقل الثقافي الغربي…

وستحمل رياح الثمانينات إلى موقع المسؤولية الأستاذ أحمد اليابوري الذي سيقود سفينة اتحاد الكتاب بين (1983 – 1989). وسيواصل اليابوري خطة النضال الثقافي على الواجهتين الوطنية والعربية بما عرف عليه من جدية وصرامة في التدبير، وسوف يشهد الاتحاد في هذه الحقبة تحقيق مصالحة تاريخية مع رموزنا الثقافية الوطنية من خلال "استعادة الذاكرة المفقودة" والاحتفاء بذكرى العديد من الأدباء والمفكرين الذين عرفوا بإسهامهم في الحركة الثقافية الوطنية، كما تجددت العلاقة مع الاتحادات الشقيقة والصديقة، والتحق بهياكل الاتحاد كثير من الأعضاء الشباب مما ساعد على ضخ دم جديد في ممارسة الاتحاد من إشعاعه..

ومع انتقال رئاسة الاتحاد إلى الأستاذ محمد الأشعري (1989-1996) ستحدث طفرة نوعية أخرى عبر المضي في تشبيب القيادة والاعتناء بالطاقات الإبداعية الشابة [جائزة الأدباء الشباب] والسعي الى إقامة علاقات شراكة مع المجالس المنتخبة وجمعيات المجتمع المدني وغيرها مما سمح للاتحاد بانفتاح أكبر وضمن له وسائل العمل والإشعاع لم تكن متاحة في السابق، ومن ذلك تتويج مساعي الاتحاد بالحصول على صفة النفع العام التي استغرقت المطالبة به أكثر من ثلاثة عقود…

وفي أعقاب المؤتمر الوطني الثالث عشر سينتخب الكتاب الأستاذ عبد الرفيع الجواهري رئيسا للاتحاد (1996-1998) وذلك في ظرفية دقيقة تميزت على الخصوص بحصول الاتحاد على صفة الجمعية ذات النفع العمومي بعد خمس وثلاثين سنة من العطاء والتضحية وبروز الحاجة إلى تفعيل هذه الصفة واستثمارها على النحو الأفضل ولكن ولاية الجواهري ستصادف جملة من العوائق الموضوعية التي ستحول دون استثمار تجربة التألق التي شهدها الاتحاد في الفترة السابقة، ولذلك يمكن اعتبار هذه الدورة أشبه ما تكون بلحظة توقف تأمل وترتيب لبيت الكاتب المغربي…

وقد كان صعود الأستاذ حسن نجمي في المؤتمر الأخير (1998) برفقة نخبة من الكتاب الشباب مؤشرا على انطلاقة جديدة تستعيد مكتسبات الماضي وتراهن على مستقبل جديد لثقافة مغربية فاعلة في أفق الألفية الثالثة...

   اتصلوا بنــا

  Copyright © 2001 unecma.net