النشــأة العضوية الرؤسـاء الأعضـاء المنشورات آفــاق أنشطة بلاغــات مؤتمــرات
المنشـورات الإلكترونية مواقف معادية للاتحاد
ياسين عدنــان

دبابيس وحروب صغيرة

 

يُتم

شاعر شاب

طالما اتهموه بالانقلابية

وقتل الأب

....................

ماذا لو اكتشفوا

أنه ولد يتيما ؟

(مراكش)

 

 

 

تقابل

شاعر كبير - في السن -

يكتب قصائد رديئة

...................

ولأنه ناضج

وشديدُ اللياقة

نصبوا له تمثالاً

شاعر صغير في السن

يكتب قصائد جميلة

........

ولأنه أخضر

وقليل اللياقة

نصبوا له كميناً

(مراكش)

 

 

 

مستقبل مضمون

أديب كبير

كان يعلم ابنه الأدب

منذ نعومة أفكاره،

...........

كبر الابن

فصار معلماً صغيراً.

(مراكش)

 

 

 

اعتقال احتياطي

هكذا

بدون مناسبة

ولا استئذان

يُخرِجُ أوراقه ومسوداته

وينهمك

في قراءة أعماله الشعرية الكاملة.

(مراكش)

 

 

 

نهاية مفتوحة

روائي

ترك النهاية

مفتوحة

فأصيب الشخوص بالزكام.

(مراكش)

 

 

 

الثورة المخمورة

ثوري

خرج من البار

في مظاهرة فردية

ضد الإمبريالية

والنظام العالميِّ الحديدِ

فدخل السجن

بتهمة

قضم نهد

سائحة هندية.

(مراكش)

 

 

 

شاعر مختلف

لو أني ولدت فلسطينياً

كنت سأبدو صاحب قضيةٍ

وكان النقاد

سيجِدُّون في البحث

عن معنى عميق

لقصائدي

وسيفتشون فيها

عن تلابيب الجرح

ومدائح البرتقال.

فكانت سعاد ستعني البلاد

وعائشةُ الأرضَ

والعناق سيغدو التحاماً

يعشب القضية

والانتظار

طوال النهار بمقهى المحطة

سيعني

الصمود في وجه الحصار.

لو أن الأمن

وجد في آرائي

تلك التي لم أجهر بها

ما يُهدد الأمن

لكنت الآن أرفلُ

برتبة سجين سابق

كنت سأبدو عميقاً

حتى وأنا

أتحدث عن أصناف الجعة

وأحوال الطقس،

جديراً بالتضامن

ساعة الأنينِ

وساعات الشكوى

كنت سأظفر، وبما

بحق اللجوء

إلى عاصمة شقراء

باريز، مثلا...

هناك، كانت ستُغري بي

عيناي

شعري الاسود الفاحم،

صمتي الأريبُ

يداري فرنسيتي المعطوبة

كنت سأغوي

فرنسية عذراء

أفتضُّها دونما مهرٍ

فأصاهر رامبو سِفاحاً.

لكنني أتيتك أيها العالم

طارئاً كانقلابٍ

جافاً كنعي.

جئتك أيها العالم هكذا

بدون قضية مناسِبةٍ

وبلا مناسَبة تقريباً.

جئت عاديا في سنة عادية،

وبشكل عادي

كتبت قصائد

في لون الحياة تماماً،

ولم يكتشف أحد بعد

أني

شاعر مختلف.

(مراكش)

 

 

 

وخز الأظرفة

ارحموني

من الشاعر على أظرفتكم

أيها الأصدقاء ...

في البيت

يحتاج الوالد نظارته الطبية

كي يعيد التهجي

هل يحسبونك المتنبي

هؤلاء المغفلون

أم أنكم بعدما ضيعتم الشعر

تتنابزون بالأوهام

في الثانوية

يفكر أستاذُ الأدب العموديُّ

بمن يتأبط من شعراء مقررين

وهو يتطلع إلى الظرف

كيف يمكن لهذا المتحذلق

السيء السمعة

أن يكون شاعراً ؟

فيما تتملقني

أستاذة الفرنسية العانس

Poète !?… c’est pas vrais ?!

ارحموني

من هذه الإشاعة

أيها الأصدقاء

كيلا تبدِّد الأظرفة

خفقان رسائلكم.

(مراكش)

 

 

 

ازدراء

لِمَ

أيها البذيئون

تنهشون لحمي

بمخالب الإشاعة؟

لم تسلقون شرائحه

في قِدْر النميمة؟

لقد تألمتُ كثيراً

وأنا الآن حائر:

هل أجمع الأصحاب والخلان

والرفاق القدامى

في ساحة عمومية

وأتلو عليهم بيان حقيقتي،

أم أكتفي بازدرائكم

أيها المعنيون بنزواتي

أكثر مما تعنيكم

كوارث العالم؟

(ورزازات)

 

 

 

السبت مساء

ماذا لو لم أحبس أرانب النزوة

في الغرفة

ذاك المساء؟

ماذا لو خرجت كباقي عباد الله

أجوب شوارع المدينة

في ذلك ال samedi soir ؟

كان من الممكن أن ألتقي

شاعراً بسريرة مائعة

في إحدى الحانات

كنا سنشرب كثيراً

وقد تجود الثمالة

بما ليس في الحسبان

كان من الممكن أن تغويني

فتاة بغمازتين لاهبتين

وصدرٍ ناهدٍ

كنت سأحبها

وقد نتزوج بعد ذلك

لتصير أمّ الأولاد

لكنني حبست نزقي

في سكون الغرفة

ولهذا أنا آسف

(الدار البيضاء)

 

 

 

الأحد عادة

الأحد ...

أذهب عادةً إلى الحمام

كي أزيل أدران الأسبوع

ونجاساته،

أقرأ أكبر عدد ممكن من الجرائد

ليتأكد انتمائي للعالم،

تلزمني ساعتان أو أكثر

من المقهى

لاغتياب الحكومة والشعراء الرديئين،

أحياناً، أرتاد السينما

وقد أقصد المسرح

أو أية مُلمّة ثقافية أخرى

.........

كل هذا، في أحد مغشوش

صادرَتْ ليلةُ السبت

ساعاته الأولى

ساعاته الأكثر نبلاً

وطراوة.

(مراكش)

 

 

 

الاثنين

آهٍ من الاثنين

هل تذكرين ذلك الاثنين؟

...........

10/08/95 بالضبط.

(الجزائر)

 

 

 

خيمة يناير

لن أخفيكَ سراً أيها العالم :

لقد بدأ السأم يهصر أحلامي

فمواعيدي القديمة

جُنّت عقاربُها

والمواعيد الجديدة

صويحباتها

يصدقن

حتى القبلات الأكثر ارتجالا

ويتأوهن لأول عناق

فكيف يمكنني الانسحاب

إلى خيمة يناير

أنا الذي ما عُدت أستطيع الإيماء إلى الوردة ؟

كيف يمكنني

الهجوع تحت ظلالك

يا شجرة القيلولة

لكي أترنم بالآتي :

عال يا حبيبتي

عامود الوقت

عال.

الطيور السعيدة تُحلق بعيداً

خلف الغيوم،

والسماء تتخفَّى وراء السماء.

أواه يا حبيبتي ...

لماذا حبال عمري

مشدودة أبداً

إلى أوتاد الريح ؟

(ورزازات)

 

 

 

مزاج خاسر

يامزاجي الحاد

كشفرة حلاقةٍ

يا مزاجي الأرعن

أيها المُلبد كسماء سيئة الحظ

أنت السبب في كل حماقتي :

ضيعتُ سليمى وعائشة ووداد

وخاصمتُ حتى الصحاب الأكثر وداعة.

لِمَ أيها المزاج العاصف

أسقطتَ برياحك الخرقاء

أشد الأوراقِ خضرة

في أغصاني؟

ستقصِّر عمري حتماً أيها المخرب

وستجر قطط روحي

إلى حتف أكيد.

(ورزازات)

 

 

 

ضجر

لو أنّ مزاج الطبيعة الأعمى

طوَّح بي قمة صلعاء

لجبل خامل

ولم يتركني

هكذا

معلقاً

في الهواء

لو أنّ ذلكَ ...

لكان وضعي أحسن بكثير

ولما أضجرتني

هذه العصفورة الخبيثة

التي تُحلق في رأسي

مرددة أنني مجرد جلطةٍ

في دماغ العالم.

(ورزازات)

 

 

 

أمواس السّأم

كانت عناقيد حامضة

تتدلى

من عروقه

وقطارات منتصف الليل

تجوبُ أصقاع صمته

وهي تسعل

كما لو أنّ الرُّكاب جميعاً

يدخنون تبغا فاتراً

ويفكرون بمواعيد سوداء

كان كل شيء على حاله ...

المصابيح على شحوبها

الغيمة إلى أقصاها

البرد الموتور ذو المخالب

الهدوء القارس ذاتُهُ

الوقتُ محشوراً في معطفه الثقيل

والنعاس المنكمش كقطة

قرب المدفئهْ

كان كل شيء على حاله ...

سعال النوافذ

أمواس السأم المدسوسة

في جيوب السهرة

المذياع المائع

والسماء

بنفس منامتها الكأداء

........

وحدهُ المطر

ذو الجناحات

يقهقه بفظاظة عربيدٍ.

(ورزازات)

 

 

 

السبت ثانية

آهٍ ما أقساك

أيها السبت الموالي لموتي

حتى الملكان في القبر

سيكونان أقل فظاظة منك

سيعبئان ذنوبي الغفيرة

في صناديق شفافة

ولا أخمن أنهما

سيحرقان مرجوعاتي

من الأحلام

حتى أعدى أعدائي

سيزعمون أنهم كانوا

يحملون حماقاتي

على محمل الحب،

وسيغفرون لي كل زلات العمر

لكنك

أيها السبت العديم الإحساس

ستفتح أبواب حاناتك

على الأهواء الألف

وسيصعد الجميع إلى سدرة السكر

بأساريرَ مخمورة

وقهقهاتٍ،

كأني مازلتُ ...

أو

كأني أبداً لم أكن.

(مراكش)

 

 

 

الشعراء

هكذا هم الشعراء

تحبهم بنات أقل جمالاً

من عشيقات المغنين

ونجوم كرة القدم،

لا تأبه بهم سكرتيرات الدواوين

وتستثقلهم مذيعات القناة الأولى

حتى بارميطات الحانات الرخيصة

غالباً ما يُلبين نبيذهم بضجر.

..........

وحدها كرابيح الجلادين

تذكرهم

وحده رصاص الجبناء.

(الجزائر)

 

Mannequins وبقايا نساء

موقع اتحاد كتاب المغرب

  Copyright © 2001 unecma.net