النشــأة العضوية الرؤسـاء الأعضـاء المنشورات آفــاق أنشطة بلاغــات مؤتمــرات
 جائزة الأدباء الشباب مواقف معادية للاتحاد

 المؤتمر السادس عشر


 المؤتمر الخامس عشر

 كلمـة الرئيـس

 مشـروع البيـان العـام

مشروع أولي للوضع الاعتباري للكاتـب

 بيان حول أحداث 11 سبتمبر 2001

 محطـات، تواريخ، أرقام وإحصائيـات

 مشـروع تقرير حول الاتحاد وحقل المعلوميـات


 المؤتمر الرابع عشر


  المؤتمـر الثالث عشر


 المؤتمر الثاني عشر


 المؤتمر الحادي عشر


 المؤتمـر العاشـر


 المؤتمـر التاسـع


 المؤتمـر الثامـن


 المؤتمـر السابـع


  المؤتمـر السادس


 المؤتمـر الخامـس


 المؤتمر الرابـع


 المؤتمر الثالث


  المؤتمر الثاني


  المؤتمـر التأسيسي


المؤتمـر الخامس عشـر

 

مشـروع البيـان العـام:

اتحاد كتاب المغرب

المكتب المركزي

المؤتمر الخامس عشر 

الرباط: 9/10/11 نوفمبر 2001

مشروع البيان العام

 

يشكل انعقاد المؤتمر الخامس عشر لاتحاد كتاب المغرب(الرباط : 9/10/11/نوفمبر2001 ) لحظة من اللحظات التاريخية النوعية بالنسبة إلى الثقافة و الإبداع المغربيين و إلى قضايا الساعة التي تشغل المواطنــين و الرأي العام في المغرب، في العالم العربي و على المستوى الدولي. و في هذا الإطار :

                               ¨    أولا :

يسجل اتحاد كتاب المغرب أن المؤتمر الخامس عشر يصادف مرور أربعين سنة على تأسيس الاتحاد، وهو الحدث الثقافي الوطني بامتياز والذي يدعونا، في هذا المؤتمر، إلى الاحتفاء بهذه الذكرى الرمزية العميقة لما تشخصه من بعد مرجعي تاريخي في الثقافة المغربية الحديثة المعاصرة، ولما واكب مسيرة الاتحاد و مساره من مخاض ثقافي إبداعي و فكري خصب كان اتحاد كتاب المغرب فيه بمثابة مرصد حقيقي لتحولات الخطاب الثقـافي وتطور الإنتـاج الأدبي و الفني و  الفكري و المعرفي، وبوصلة لقياس مسافات بناء المشروع الثقافي المغربي وتشييد الفضاء الإبداعي المشترك.

وإذا كان المؤتمر يعبر، من هذا الجانب، عن ارتياحه لما حققه اتحاد كتاب المغرب و راكمه من صيغ متقدمة في الممارسة الثقافية الواعية، فإنه، من جانب آخر، لا يفوته أن يذكر بلحظات التوتر الشديد بين الدولة والمجتمع إلى حد الإحساس بالقطيعة وانعدام الحدٌ الأدنى لتوفير مناخ موضوعي جاد لخدمة المسألة الثقافية و تعميق الهوية المغربية، و ذلك نتيجة سوء تقدير وجهة نظر الاتحاد و سوء تقدير استقلاليته، خصوصيته و مواقفه التي دافع عنها الجيل المؤسٌس كما دافع عنها كل الرؤساء والأعضاء، ثم نتيجة سوء التفاهم على مستوى إدراك نوعية العلاقة بين مؤسسات الدولة و مؤسسات المجتمع المـدني والجمعيات الثقافية الوطنية التي تنتمي إلى هذا المجتمع وتساهم في مشروعه الحضاري وعلى رأسها اتحاد كتاب المغرب.

و لعل الامتحان العسير الذي كانت هذه الجمعيات عرضة وهدفا له في عدة مناسبات حرجة وامتحان عدد من الكتاب و الأدباء و المفكرين و الباحثين و الفنانين في مصادرة اختيـاراتهم و آرائهم ومواقفهم، بل في حرياتهم أحيانا، دليل على هذا التوتر الذي بدأت بعض أعراضه وآثاره السلبية تزول بدخول المغرب في منعطف التحول السياسي الجريء الذي نشهده الآن لإمكان تخليق العلاقة بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني بجمعياتها الفاعلة.

                               ¨  ثانيا :

كما يسجل اتحاد كتاب المغرب، في هذا السياق العام، عمق التحولات الثقافية والفكرية التي استبقت التحول السياسي الذي يعيشه المغرب منذ سنة 1998 . وهو التحول الذي يحق للمؤتمر الخامس عشر أن يشيد فيه بالدور الطليعي الذي قام به المثقفون المغاربة لترجمته إلى حيز الواقع بحكم موقعهم في واجهة الأحداث و القضايا الوطنيـة الكـبرى و دفاعهم عن قيم الحرية و  العـدالة و الديمقراطية و حقوق الإنسان بقدر دفاعهم عن لزوم الحداثة و الإصلاح والتغيير. كما يحق للمؤتمر أن يعتبر هذا التحول، في مضمونه الشامل، نابعا من إصرار المثقفين المغاربة على إنجاح تجربة التنـاوب  و تعاطفهم مع مشروعها الاقتصادي و الاجتماعي، رغم ما يطبع سير العمل الحكومي من بعض التردد نتيجة انعدام كل شروط الانسجام والتناغم بين كل مكونات حكومة التناوب، مما يبرر موقف عدد من المثقفين المغاربة في اتخاذ المسافة النقدية المطلوبة والهادفة تجاه معطيات التجربة كلها.

إن المؤتمر الخامس عشر، وهو ينعقد في ظرف يتميز بالاستعداد السياسي والشعبي لخوض الانتخابات والاستحقاقات القادمة، لا يغيب عنه أن يشيد بإيجابية التحولات التي يعيشها المغرب من حيث أبعادها الثقـافية، الفكـرية والاجتمـاعية، بغض النظـر عن مظاهرها و تفاصيلها السياية و الأيديولوجية التي تحظى باختلاف واضح في الرصد والمقاربة والقراءة والتقييم،ومن ثم :

    1.   يدعو المؤتمر الخامس عشر إلى مـزيد من الاهتمام بالثقافة المغربية و إلى ضـرورة إيجاد و بناء تعاقد جديد بين الدولة والمجتمع في الحقل الثقافي، يكون أساسه ميثاق وطني للثقافة المغربية بكل تجلياتها ومظاهرها في الإبداع والممارسة وتعميق الوعي بمكونات هذه الثقافة. وبهذه المناسبة يرحب المؤتمر بمبادرة إنشاء " المعهد الملكي الأمازيغية "، ويعتبر ذلك خطوة أولى على طريق إعادة الاعتبار لمجموع عناصر ثقافتنا المغربية الأخرى. 

    2.   كما يدعو المؤتمر إلى إعادة النظر جذريا في الوضع الاعتباري للكاتب المغربي في أفق تمكينه من شروط العمل الثقافي المستوعبة لطموحاته و قدراته سعيا إلى جعل الثقافة المغربية إبدالا مركزيا و رهانا جماعيا لتحديث أجهزة الدولة و مؤسساتها. و يطالب المؤتمر ، في هذا السياق، بترشيد الممارسة السياسية وضمان نزاهة الانتخابات وإقامة مؤسسات حقيقية و شفافة من شأنها أن تبلور قيم ثقافة سياسية راقية تقود إلى صيغة متقدمة في الممارسة النيابية وسواها على مستوى الأحزاب والنقابات.

    3.   ويطالب المؤتمر، في نفس المنحى، بتبني المشروع الديمقراطي بما يلزم من الحرص على ضمان حرية الأفراد و حقوق الإنسان، وفي مقدمتها حقوق المرأة المغربية التي تتطلب مزيدا من الحوار لإنضاج الرؤية بصدد " مدونة الأحوال الشخصية " وتوابعها. ولا يفوت المؤتمر أن يعبر، لهذا الغرض، عن تضامنه مع المنظمات النسائية الوطنية في نضالها من أجل رفع الحيف عن أوضاع المرأة المغربية. كما يعبر عن تضامنه مع حملة الشهادات الجامعية والمعطلين، ويطالب حكومة التناوب بالمزيد من التدخل المنظم والمنتظم لإيجاد الحلول الموضوعية الجادة والمنصفة لأوضاعهم ومشكلاتهم. كما يطالب بضرورة تعميق الرؤية الاستراتيجية في شأن قضايا التعليم والتربية المختلفة و يدعو إلى مناظرة وطنية حاسمة يكون الهدف منها تحديد جدوى و عناصر إصلاح التعليم في جميع مراحله وأسلاكه في علاقة ديناميكية مع الشخصية والثقافة المغربيتين ومع الحداثة والانخراط في عصر العولمة ورهاناتها المختلفة.

    4.   ويطالب المؤتمر أيضا بالعمل على دمقرطة وسائل الإعلام الوطنية نظرا لما يمكن أن توفره هذه الدمقرطة من شروط لازمة للدفاع عن التحول السياسي، ومنها شروط تخليق مهنة الصحافة وحماية الإعلام والإعلاميين وتطوير وسائل الحوار عن طريق فتح وسائل الإعلام الوطنية أمام المواطنين للتعبير عن آرائهم وأفكارهم.

                                 ¨   ثالثا:

أما على مستوى المغرب العربي، فإن المؤتمر الخامس عشر لاتحاد كتاب المغرب ينطلق من القناعة الراسخة لديه أن وحدة المغرب العربي مكسب لا رجعة فيه وأن ما تحقق على مستوى هذه الوحدة سياسيا يتطلب المزيد من التفعيل انطلاقا من نظرة شمولية ديناميكية ووظيفية أوسع لتجاوز كل العوائق و مواجهة التحديات و الرهانات المطروحة، وفي مقدمتها بناء المغرب العربي على ضوء مستجدات الحوار العربي_العربي والحوار المتوسطي في شأن الأوضاع السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية ومتبوعاتها في الجانب العلمي والتكنولوجي و سواهما.

و إيمانا من المؤتمر الخامس عشر بأن الظروف التي أعقبت أحداث الخليج في التسعينات و أحداث 11 سبتمبر الأخيرة لم يعـد فيه وقت للخلافـات الشكـلية المصـطنعة، وأن من مصلحة دول و شعوب المغرب العربي أن تمتلك رؤية استراتيجية جديدة و موحدة، فإن اتحاد كتاب المغرب،بعد تأكيده على تشبثه بوحدتنا الترابية، يدعو إلى تجاوز كل ما من شأنه أن يعرقل الحل الاممي الذي أقرته الأمم المتحدة ووافق عليه المغرب رسميا في ظل الشرعية الدولية، سعيا وراء إنجاز المشروع النهضوي الذي تؤمن به كل الشعوب والمنظمات الثقافية والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية في المغرب العربي، وخدمة لطموحات الأجيال الراهنة والقادمة في هذه المنطقة. كما يدعو إلى إعادة العلاقات الرسمية التقليدية بين دول المغرب العربي، وفي مقدمتها فتح الحدود بين المغرب والجزائر الشقيقة. ولا يفوت المؤتمر الخامس عشر أن يطـالب باسترجاع مدينـتي سبتة و مليلية والجزر الجعفرية في إطار السيادة الوطنية وتصفية الاستعمار كما تؤكد ذلك المواثيق الدولية.

                            ¨ رابعا:

و لما كان انعقاد المؤتمر الخامس عشر لاتحاد كتاب المغرب يصادف سياقا دوليا متوترا و خطيرا في أعقاب الأحداث الدامية التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية في 11 سبتمبر 2001، وما ترتب عنها من مضاعفات سياسية واقتصادية وعسكرية، نتيجة ما سمي ب " حرب الإرهاب " أو " الحرب الأولى في الألفية الثالثة " دون احتساب دقيق لمـا حملـته الأحـداث في تفاصيلها المباشرة ولأوضاع و مواقف سابقة على امتداد العقد الأخير من القرن الماضي، إثر انهيار المعسكر الشيوعي و حرب الخليج المدمرة، فإن اتحاد كتاب المغرب، وعيا منه بضرورة الكف عن ممارسة سياسة القطب الواحد، ودفاعا عن ثقافة الحوار والتسامح والتعايش والتلاقح بين الثقافات والحضارات والأديان والشعوب، وعن دور المنتظم والشرعية الدولية في حظيرة الأمم المتحدة:

  1.   يدين كل أشكال ثقافة و أيديولوجية العنف والإرهاب، وفي مقدمتها إرهاب الجماعات وإرهاب الدولة كالذي تمارسه إسرائيل في الشرق الأوسط. ويعتبر النضال الوطني الفلسطيني حقا مشروعا بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي و الوحيد. كما يساند الانتفاضة الفلسطينية الثانية و يدعو المنتظم الدولي إلى مساندة قيام دولة فلسطين ضمن حدود آمنة معترف بها سياسيا و ديبلوماسيا وفقا للقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة.

    2.   يساند لبنان و سوريا من أجل استرجاع الأراضي العربية المستعمرة من طرف إسرائيل، ويطالب هذه الأخيرة بالانسحاب من شبعا و هضبة الجولان، كما يعتبر حرمة المقاومة اللبنانية إطارا وطنيا مكافحا في وجه الاستعمار الصهيوني الغاشم.

    3.   يرحب بالدعوة إلى تنظيم ندوة دولية حول الإرهاب برعاية من الأمم المتحدة، و يعبر عن إدانته الشديدة للخلط الذي أعقب أحداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية بين الإرهاب و " صدام الحضارات " في العديد من المنابر الإعلامية والأوساط الثقافية الموالية للصهيونية والاستعمار العالميين.

    4.   يدعو إلى التريث والحكمة في شأن " المسألة الأفغانية " التي تهـدد العـالم الإسـلامي و تعرض التوازن السياسي الاستراتيجي في آسيا للعديد من الكوارث و الأزمات والحروب الجهوية والإقليمية بين الأقليات والدول والديانات. ويوصي بتنظيم  ندوة دولية حول الوضع في أفغانستان خدمة للاستقرار السياسي في المنطقة. و يحيي، بالمناسبة، المنظمات الإنسانية التي ترابط في أفغانستان و تؤازر اللاجئين و تقدم لهم العون والمساعدة.

    5.   يطالب برفع الحصار الظالم عن الشعب العراقي، و يدعو الحكومة العراقية والحكومة الكويتية إلى الجلوس إلى مائدة المفاوضات في شأن الأسرى والمفقودين من الطرفين برعاية من جامعة الدول العربية. ويستنكر ما يتعرض له أطفال العراق من حملات الإبادة والتقتيل والتجويع نتيجة هذا الحصار والغارات التي تمارسها طائرات التحالف الإنجليزي الأمريكي.

 

 

موقع اتحاد كتاب المغرب

 Copyright © 2001 unecma.net