النشــأة العضوية الرؤسـاء الأعضـاء المنشورات آفــاق أنشطة بلاغــات مؤتمــرات
 جائزة الأدباء الشباب مواقف معادية للاتحاد

 المؤتمر السادس عشر


 المؤتمر الخامس عشر

 كلمـة الرئيـس

 مشـروع البيـان العـام

مشروع أولي للوضع الاعتباري للكاتـب

 بيان حول أحداث 11 سبتمبر 2001

 محطـات، تواريخ، أرقام وإحصائيـات

 مشـروع تقرير حول الاتحاد وحقل المعلوميـات


 المؤتمر الرابع عشر


  المؤتمـر الثالث عشر


 المؤتمر الثاني عشر


 المؤتمر الحادي عشر


 المؤتمـر العاشـر


 المؤتمـر التاسـع


 المؤتمـر الثامـن


 المؤتمـر السابـع


  المؤتمـر السادس


 المؤتمـر الخامـس


 المؤتمر الرابـع


 المؤتمر الثالث


  المؤتمر الثاني


  المؤتمـر التأسيسي


المؤتمـر الخامس عشـر

 

بيان حول أحداث 11 سبتمبر 2001:

اتحاد كتـاب المغرب

المكتب المركزي

المؤتمر الخامس عشر

بيان حول أحداث 11 سبتمبر 2001

الحدث: دلالات ومسببات

 تابع اتحاد كتاب المغرب، منذ الأحداث التي كانت الولايات المتحدة الأمريكية مسرحا لها يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2001، و يتابع من خلال المؤتمر الخامس عشر (الرباط : 9/10/11 شتنبر 2001 )، ما يجري الآن في جميع أرجاء العالم من سعي إلى تدشين " أول حرب في الألفية الثالثة "، كما عبرت عن ذلك الإدارة الأمريكية التي أصيبت،كقوة عظمى و أولى في العالم، بأخطر هزة عنيـفة في تاريخـها السياسي و العسكري و الاقتصادي و الاجتماعي، انطلاقا من رمزية البنتاغون و برجي مركز التجارة العالمية. و إذا كان اتحاد كتاب المغرب يندد بما حدث ويستنكر أسلوب الغدر، و يشجب بشدة كل أشكال العنف والتدمير و التخريب ويتوجه إلى الشعب الأمريكي بالعزاء و إلى أسر الضحايا و المفقودين بخالص عواطفه و مشاعره، فإنه، من جهة ثانية، و مهما كانت الدوافع والمسوغات، يقف ضد كل صيغ إذكاء مشاعر الرعب و حشد الجيوش وعسكرة العالم باسم العدالة أو الحرية أو الديمقراطية، ذلك أن ما تعرضت له الولايات المتحدة الأمريكية، في ذلك اليوم التراجيدي المشهود يشكل، باعتراف المتتبعين و المحللين، لحظة تاريخية تستدعي مساءلة الرأي العام الأمريكي بالنسبة إلى أسس و تقاليد ومواقف السياسة الأمريكية الخارجية، من حيث المبادئ و المفهوم ثم من حيث إدارة بؤر التوتر في العالم و التحكم في قضاياه المستعصية الكبرى في استئصال ما سمي، في ديدن هذه السياسة، بالإرهاب، على عكس مما قد نتصوره من موقع المقاربة الجدية، و نحن نتشبع بالقيم الأصيلة التي تعلي من شأن ثقافة الاختلاف و الحوار و التسامح التي تظل أسمى ثقافة يمكن المراهنة عليها في هذه الألفية الثالثة التي تحاصرنا بأسئلتها القلقة و تحاصر كل أنصار السلام وتدعونا إلى البحث عن صيغ متقدمة للحد ممن ثقافة العنف و القتل و الهمجية التي تجتاح كل الأوساط و الدوائر و وسائل الإعلام والتواصل.

إن ما تدعو إليه الولايات المتحدة، بتزكية من حلفائها المباشرين, بالنسبة إلى " المسألة الأفغانية "، بكل مظاهرها وتشعباتها، هو في نظرنا حرب كونية، ليس الشعب الأفغاني، الفقير الأعزل، هو الذي سيكون ضحية لها. و لعل تقاطعات هذه المسالة مع عدة أوضاع سياسية و عسكرية و اقتصادية واجتماعية، بل نووية، هي التي تجعلنا في المؤتمر الخامس عشر لاتحاد كتاب المغرب نتوقف لنتساءل، من داخل وقائع و دلالات سبتمبر المدمرة : لماذا كل هذه الكراهية و الأحقاد، في بلدان وقارات شتى، ضد الولايات المتحدة وسياستها في العالم ؟.

إنه سؤال مركزي، قلق و ثابت، و تستدعي معالجته، أمريكيا و غربيا، مراجعات لازمة و ملحة، لعل أبرزها و في صدارتها ما يرتبط ارتباطا وثيقا بالقضايا الساخنة التالية :

 1.         القضية الفلسطينية، فغداة أحداث سبتمبر المفاجئة حتى للإدارة الأمريكية نفسها، أدلى الرئيس الأمريكي جورج وولكر بوش بتصريح غير مسبوق حول حق الفلسطينيين في دولة مستقلة و ضرورة تطبيق القرارات الأممية بصدد هذه القضية. و كرر طوني بلير، رئيس الوزراء البريطاني، هذا التصريح مثمنا إياه، مما يجعـلنا، كتابا  ومثقفين، نأمل و نطالب أن يجد هذا كله ترجمة فعلية على أرض الواقع. و لعل في هذا دعوة إلى تطبيق الشرعية الدولية أمام شراسة الظلم التاريخي الذي لحق الشعب الفلسطيني بعد أن ظلت هذه الشرعية عاجزة عجزا تاما في تطبيق أبسط قراراتها الصادرة منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود، و ظل الشعب الفلسطيني، يعاني على مر السنين  وتناوب حزبي الليكود و العمل في حكم إسرائيل، من تبعات ذلك العجز الفادح في حيـاته و أراضيه ووجوده  وكيانه الثقافي.

إن الولايات المتحدة الأمريكية، تبعا لما حددناه، أضحت في أمسّ الحاجة إلى إعادة النظر جذريا في سياستها الشرق-أوسطية القائمة، منذ أزيد من نصف قرن على الانحياز المطلق لدولة إسرائيل و على سوء تقدير متواتر للقضية الفلسطينية و لرمزية مدينة القدس عند المسلمين و غير المسلمين، دينيا و ثقافيا بالأساس.

 2.         القضية العراقية، أو ما نعتبره " تراجيديا الشعب العراقي" ، هذا الشعب العربي الذي يخضع، منذ عقد ونيف، لحصار شامل مميت و لا يجد حلا حاسما لأوضاعه المتردية و ما لحقه في الحياة والإبداع واستثمار طاقاته الاقتصادية و قدراته الثقافية، مما يستدعي وضع حد لهذه التراجيديا ولفصولها المدمرة، و أي تمديد في فرض الحصار وتكريسه إنما يزيد من حدة العداء لأمريكا في وجدان الشعوب العربية و الإسلامية، بل لدى أطراف  وجهات أخرى عديدة في العالم الحر الديمقراطي، حتى في أمريكا نفسها و أوربا.

  3.         أمركة العولمة منذ تسعينيات القرن الماضي، إذ تعددت الاحتجاجات و المظاهرات ضد مؤتمراتها في مدن غربية كثيرة للتعبير عن مواقف فئات المجتمعات المتضررة من جدوى و منطـق العولمة الاقتصادي المالي الجاف و المتوحش، و من آثاره السلبية على حقوق هذه الفئات و على مكتسباتها الشرعية، هذا بالإضافة إلى واقع أغلب بلدان الجنوب المتسم بالتمزقات و التصدعات و التفككات السياسية و سوء التدبير الاقتصادي.

إن هذه القضايا لن تجد طريقها إلى الحل السليم  و المعالجة العقلانية الصائبة بإقامة درع صواريخية وقائية حول أمريكا ضد من تسميهم " الدول المارقة المتصعلكة "، و لا بسن سياسة الاستكبار و التحكم الأحادي على هدى من مثقفي الإدارة الأمريكية حول صدام الحضارات و تمامية النموذج الأمريكي و كماليته، بل بالعمل الدؤوب على إرساء أسس السلم العادلة في بؤر العالم المتوترة و أنسنة العولمة واقتصاد السوق و تخليق معايير التعامل  والعلاقات الدولية. و لإدراك هذه الغايات و ممارستها لا مناص لأرباب المال و صناع القرار في أمريكا من الاستفادة المعرفية من مواطنيهم المؤرخين و العلماء المعتم عليهم إعلاميا لكونهم غير منتظمين في أسلاكهم،  والاستفادة من المفكرين الأحرار في باقي بلدان الشمال و الجنوب التي نرى، في اتحاد كتاب المغرب، أن لهم الحق في أن يكونوا طرفا في أي مقاربة أو تعريف للإرهاب، مُتفق عليهما دوليا، و ليس على مقاس واحد يستفرد بالتحديدات و التعريفات و التوصيفات و يستثني إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل علنا.

 إن أي تعريف للإرهاب لن يستمد مشروعيته إلا من صدوره عن مؤتمر عالمي في الموضوع، و بإشراف من هيأة الأمم المتحدة سعيا وراء تبني قراراته و تطبيقها و اتخاذها منطلقا لصياغة رؤية جديدة للعالم. فظاهرة الإرهاب، كما نرصدها و نتمثلها في اتحاد كتاب المغرب، ذات بنية مركبة و تتخذ أشكالا و تجليات متعــددة و متنوعة، ولا يمكن التصدي لها و معالجتها إلا بالنظر الثاقب و التدبر الجدلي في علاقتها السببية مع ظواهر موازية و ملازمة كالاستغلال و الظلم و الإقصاء، اجتماعيا و اقتصاديا و ثقافيا.

الرباط 11 سبتمبر 2001

 

 

موقع اتحاد كتاب المغرب

 Copyright © 2001 unecma.net