النشــأة العضوية الرؤسـاء الأعضـاء المنشورات آفــاق أنشطة بلاغــات مؤتمــرات
 جائزة الأدباء الشباب مواقف معادية للاتحاد

  المؤمر السادس عشر

  المؤتمر الخامس عشر


 المؤتمر الرابع عشر


  المؤتمر الثالث عشر


 المؤتمر الثاني عشر


   المؤتمر الحادي عشر


   المؤتمر العاشر


   المؤتمر التاسع


 المؤتمـر الثامـن

 كلمـة الرئيـس

كلمـة الأخ أبو مـروان

كلمـة الأمين العام للاتحاد العام للأدباء العرب

 البيـان العام

تقرير لجنة المطالـب

التقرير الثقافي

لائحة المكتب المركـزي


 المؤتمـر السابـع


  المؤتمـر السادس


 المؤتمـر الخامـس


 المؤتمر الرابـع


 المؤتمر الثالث


  المؤتمر الثاني


  المؤتمـر التأسيسي


المؤتمـر الثامـن لاتحاد كتاب المغرب

الرباط، 12، 13 نونبر 1983

 

كلمة الأمين العام للاتحاد العام للأدباء العرب :

الأستاذ علي عقلة عرسان

بسم الله.

السيد رئيس المؤتمر،

الزميلات الزملاء كتاب المغرب،

جئت - رغم قساوة الظروف - لأكون معكم ومنكم، على أرض المغرب شعبا حضارة، نضالا وكرامة، وأنتم تؤكدون في مؤتمركم الثامن هذا، بمسؤولية ووعي، استمرار النهج الديمقراطي المنقذ الذي سار فيه اتحادكم، وترفعون عاليا نموذج الحوار البناء الذي تتعطش إليه الساحة العربية، ذلك الحوار الذي يمارس من خلاله مسؤولون في مجالات الفكر والأدب والنضال لنيل حقوقهم بحرية تامة والتزام وطني قومي وإنساني، الحوار الذي ينقل أطرافه إلى مواقف ومواقع وحالات من التفاهم والتعاون والتثاقف تقدم الأفضل والأمثل لهم ولشعبهم وحضارتهم، وتدخلهم في واحات تتسع وتتكاثر عبر صحراء الصراع الدموي المقيت، والعنف الأعمى، والكلام الذاتي «المونولوغ» الأناني الذي يحجب عنا الآخر فيؤدي إلى إلغائه أو تصفيته. ويحجب عنا الحق و حتى الرؤية، فيصنع لنا رؤية ويخيل أمامنا عوالم هي متاهات رملية تمتص جهدنا وثرواتنا، وتلف أجيالنا وأحلامنا وتشرب دمائنا دون أن يترك ذلك كله أثر يقود إلى الحياة أو معلما يرتفع بعد الموت.

جئت لأكون بينكم يا رفاق درب الكلمة الشائك، وأنتم تغرسون جذور القلم عميقا في تربة الواقع المعيش للجماهير في نضالها ومعاناتها، وتستمدون نسخ الكتابة الحية من نسخ الحضارة العربية الحية في تراثها و أوابدها وقيمها وإنسانيتها وتاريخها،لتعود للكلمة مصداقيتها ومكانتها ودورها في الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية العربية، بعد أن دجنت كثيرا وهجنت كثيرا وشردت عن محافل الحق وتجمعات الشعب ومواقع الآلام ومرابع الأحلام، وغدا سندتها وعشاقها في أبأس حال من الاضطهاد والقمع والأرق إن هم أرادوا وصل نبض عقولهم بحروفها، وخلق مجال حيوي في الفعالية والصدق حولهم بتأثير منها يؤدي إلى تحرير الرقاب والعقول والقلوب والإرادات ليتم تحرير الأرض وتطهير النفوس في مجتمع يملك رصيد النقاء ولا يطاله، ورصيد المال ولا ينتفع به، ورصيد القوة ولا يستخدمها ليدفع عنه وعن عقيدته وأبنائه وأرضه وتاريخه أشكال الاستعمار والطمع والقمع.

جئت لأكون بينكم وانتم تصبون زيت الروح المقدس بسخاء وإيمان في مناورة الكشف عن بالحق والعقل والعلم والإيمان، لتبدد سجف الظلام التي غطت الوطن الكبير، و ليتم استشراف المنافذ والمخارج والسبل عبر صحراء السياسة العربية وأكوام الكلام وركام الآلام نحو مستقبل للأمة وللإنسان الفرد نواة الشعب فيها، يليق بها ماضيا ومستقبلا، حضارة وعقيدة، جغرافية وتاريخا.

جئت لأقول لكم من هنا وأنا بينكم أننا نرفض، أدباء وكتابا، واقع التمزق والتخاصم والتقاتل الذي يرفضه الحكام والقادة العرب على أمتنا، نرفض الهزائم التي يصنعونها قبل أن ينفذها الأعداء، نرفض العنف المسلح طريقا لحسم الخلافات والصراعات بين أبناء الصف الواحد والمصير الواحد والأمة الواحدة، نرفض أن توجه البندقية الفلسطينية للفلسطيني – والعربي للعربي، والتقدمية للتقدمي، ونحمل المسؤولية التاريخية لمن يجعل الدم العربي معبرا وحيدا لحسم الخلافات والصراعات العربية، التي قد لا نِؤمن بجدواها، وندعو إلى نور الحوار المنقذ القائم على المنطقة كلها، تحرير ترابها وإنسانها من أشكال الاحتلال والاستعمار والاستغلال والاستيلاب هو الهدف الاسمى، ومنار الهداية الأوحد، والمعيار الذي تقاس عليه المواقف والقرارات والنوايا والتصرفات. وإننا في ضوء ذلك سوف نحاكم وفي ضوء ذلك سوف نحكم ونكتب ونسجل التاريخ، وبوحي منه نرفع الصوت ليسمع القاصى والداني ولتتحرك الأجيال نحو أهداف نسهم نحن في تحديدها. إننا ندعو الحكام القادة العرب إلى وقت نزيف الدم وتحكيم العقل والمصلحة القومية في كل صراع وخلاف، ندعوكم ندعوكم إلى انتهاج الديمقراطية سبيلا للحكم وسياسة الجماهير لأنها الضمانة والمنقذ من التردي، ندعوكم إلى احترام الحريات العامة وفي مقدمتها حرية التعبير ولان في الكلمة الصادقة الحرة أبصارا وبصيرة، وصوت وعي وضمير يهدي وينير طريق الخير. ندعوكم إلى احترام حقوق المواطن في المواطنة والحياة، وإلى ايقاف التصفيات الجسدية الحمقاء المقينة، وإلى تفجير طاقات إنساننا الخلاقة، لنعيش عصرنا أمة متقدمة بين الأمم، ندعوكم إلى تنسيق الجهد القومي وطاقات الشعب الكبرى وتسخيرها للتحرير.

جئت لأقول لكم إن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب يعتز بكم أدباء وكتاب أغنوا مسيرة الإبداع العربي، وأصلوا الشخصية الثقافية لأمة، ودافعوا عنها ضد كل أشكال الغزو والتزييف والإجحاف وكانوا البوابة الأغنى لتفاعل ثقافي ايجابي مع ثقافات أوربا و أفريقيا، فأغنوا واغتنوا بتمايز واضح حفظ الشخصية الثقافية العربية هوية ومكانة.

وان الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب يحرص على مسيرتهم الديمقراطية ونشاطهم الهام في الحياة الثقافية والأدبية قوميا وإنسانيا، يمد يد التعاون والفاعلين في مسير ة الاتحاد العام وتكوينه.

جئت لأحييكم أجمل وأحر تحية باسم الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وأتمنى لمؤتمركم هذا النجاح التام، ولاتحادكم، اتحاد كتاب المغرب، التقدم والازدهار، ولكل فرد منكم دوام الصحة والسعادة والإنتاج بإبداع متجدد ومتطور.

جئت وأقول لكم من أجلى ومن أجلكم: «اللهم أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق وأجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.»

علي عقلة عرسان

 
موقع اتحاد كتاب المغرب

 Copyright © 2001 unecma.net