النشــأة العضوية الرؤسـاء الأعضـاء المنشورات آفــاق أنشطة بلاغــات مؤتمــرات
المنشـورات الإلكترونية مواقف معادية للاتحاد

المنشورات الإلكترونيـة

عبد الهادي السعيد

www.abdelhadi-said.com

عبد الهادي السعيـد: تفاصيل السَّّراب

محاورة الكـلام

 

شمسٌ بهاءٌ سوادْ


ضَعِينِي فِي جَفْنِ الكآبَةِ
وَلا تهُزِّي أيَّ نَخْلٍ
دَوْماً أتُوقُ
لِلتَّلَفُّفِ الدَّامِسِ
وَتَكْفِينِي عَادَةً
هُنَيْهَةٌ
أضَاجِعُ فِيهَا شُمُوسًا لا تُرَى
كَيْ ألامِسَ الدَّهْشَةَ
أكْتَنِزَ الفِضَّةَ
أعْنِي:
سَوَادَ اليَوْمِ الْجَدِيدْ!

ليل في الكلام


أحتاجُ للنِّسيانِ كَي أتَذَكَّرَ.
سَوفَ تَحْلُمُ الجُمْلَةُ بي
وَأنا عَلى حَافَةِ الصّمتِ.
سَيُملي عَليّ اللّيلُ قصيدتهُ،
لَنْ أهيمْ،
لَن أبَعْثِرَ روحي،
لكِنّي سَأمْنحُ طَبْلَتِي للورْدِ
وَحَتى أفسِّرَ ما لا يُفَسَّرُ
سأرفعُ عيني مِراراً جِهةَ الشّوكِ
مُستفسراً:
هل أنتَ لصّ
جئتَ تسرِق المعنى؟
أم تُراك صديقْ ؟
إذن أثْبِتْ حُبّكَ!
هكذا يُراودني البياضْ
فلا أهوِي
إلا والزَّيفُ قد زالَ عن الغزالِ مُندَحِرًا،
وعنّي زالْ..
فأشمُّ ورقي
طيّباً
كما الخبزِ في الفجرْ!

قافية الماء


أمِيلُ إليكِ مَيْلي لِلَيْلِكْ. كثيراً أميلُ إليكْ. أميلُ حتّى أهْرَقَ بينَ يديكْ. بَلِّلِينِي بِدُجاكِ، بأسماءِ الطّيرِ في صوتكِ، ببكائكِ فرحاً يومَ العيدْ. مِرارًا رَنَوْتُ للأرضِ. أغْرِقِي بَحري كي أدْرِكَ الهَوْلْ. نائياتٌ سراديبي. جُودِي بي عليَّ أنْزِلْ إليكِ. اِبْتسِمي أتَّهِمْكِ بالجمالْ. أما من يدٍ لتزرَعَ بيننا القُبَلَ والكلماتْ؟ سأجيءُ من الحكاياتِ لأنَّ لي في قلبِ الوقتِ نبضًا يُشبهُكْ. أميلُ إليكِ، أميلُ إليكْ.

برداً وسلاماً أيها الفينيق


جُرْحٌ تُسائِلُهُ الْكائناتْ:
أفيكَ شيءٌ نَمضي إليهِ
بعد الحلمِ وهذا العمرْ؟
تُجيبُ المسافةُ:
لو أني بلا إسمٍ،
لو أن يدي مزّقتها النوارسُ،
لو أن القططَ اخْتلستْ دمي،
لو أن قلبي
لم يلدْ سبعَ نساءٍ،
لو أني مرةً
ما أحصيتُ شاماتِ البحرِ،
لو كان للرمادِ
بيتٌ قربَ بيتي،
لو أن الكلامَ هاجرَ،
وسافرَ الوقتُ،
وجَفَّ هذا الليلْ!
لو أن امرأةً
أتلَفتْ بشعرها جسدَ الماءِ
لو أنَّ هواءَ الأجواءِ صارَ مخصيًّا،
لو أن التتارَ
أتَوْا على قريتي،
لو أن دمي بخَّرتهُ الريحُ،
لو أن الكهنةَ اغْتصبوا شعراً نامَ في صدري،
لو أن طفولتي أحْرَقتْ حدائقَ التفاحِ،
لو أن عقلي صارَ عُشّاً لأجنحةِ الطيشِ،
لو أن أبي قتلَ أولادهُ،
لو أن امرأةً
ماتَ شاعرُها الوحيدُ،
لو أن سُعاةَ البريدِ سقطوا في النهرِ،
لو أن الأيامَ جُنَّتْ،
وجيوبَ الزمانِ تمزقتْ،
وضاعتْ مَفاتيحُ المكانِ!
لو أن ملاكَ الحُبِّ استقالَ،
ودُفِنَ العطرُ،
وماتَ الوردُ،
وشُيّعتْ جنازةُ الإنسانِ
لو أن شيئاً من هذا أتتْ به الريحْ..
لهَبَّ الشّعرْ
أو سقطَ زُلالاً!

أغنية البحر


وَكان البحرُ صخراً..
كانت تلسعنا الكائناتْ
وكنتُ أحمقَ
فوق سطح الغناءْ!
جاءت موجةٌ
بأفكارَ عن النساءْ
وكيف يُجلسن الجمالَ في ضحكاتهن! ..
فتاة تكتب الشعر صامتةً
كف تشير إلى الحلمِ
شاعر يرى في فمها امرأةً
ويهرول خائفا من سعادتهِ
وقت يسامر الموجَ
لينسى البحر أحزان الغارقينْ
ولتسعد أمٌّ
بعودة ابنها لأشيائه كل يومْ!
حاولت استدراج الماءْ.
تكلسَ. غضبت وطارت قدمايْ،
ثم وقعت على مؤخرة الحلمِ.
نزفت ظلال يدي
وظننت لحظةً
أني أصغي للفراغْ!
آنذاكْ
خرجت من ضلع الماءِ نوتة البياضْ
واستقل النشيدُ
عربات الحمامْ!

 
-

الأفــول

موقع اتحاد كتاب المغرب

  Copyright © 2001 unecma.net