النشــأة العضوية الرؤسـاء الأعضـاء المنشورات آفــاق أنشطة بلاغــات مؤتمــرات
المنشـورات الإلكترونية مواقف معادية للاتحاد

المنشورات الإلكترونيـة

عبد الهادي السعيد

www.abdelhadi-said.com

عبد الهادي السعيـد: تفاصيل السَّّراب

حشرجات الزمن الشريد

 

غبش الذاكرة


أصافحُ البحرَ وأبقى صامتاً.
للروح مواقيتها وعاداتها.
أرسل ذاكرتي لتبتلَّ. تعود فأوزعها
بين أزقة العمرِ.
حليب الشمس يستدرجني إلى جهات الحلمِ،
وأنا أحدق كي لا أنامَ
في هدير الموج وفي سكون الرملْ
هكذا
بين الصحو وبين الذهولْ
أتسلق الأطراف والأعضاءْ
فأسمعها تقولْ:
أوضح يا بحرُ! هذه الفتاةُ
لا تشبه نفسها. وأنت يا بحر أخضرُ
هي البحر حين تراكْ.
و يا بحر أفصحْ! من أنت حين أراكْ؟
أعمَقُ منكَ أنتَ. ومن تكونْ
حين تلسعني شرارةُ
الوردِ إذ تسرقها من أنوثتكَ
امرأةٌ
اشتهي غموض طفولتها؟
وأنتَ بداخلي كالبحرِ تَكبرُ.
نمتُ في ظل رموشكَ. نساءٌ
في البحر يرتدين جمالهنّ!
هي الأسماءُ
تَشع أو ترنّ
ينسج الحلم حول الإسم داليةً،
ثم يسكرني السرابْ!
و أنا أسافر في عمري،
أبتلّ في الأسماء على عجلٍ
أزيح القشَّ عن شاي منزلنا القديمْ
و أواري بمكر ضجري
و أنا أحاور خالتي البطيئةْ.
سيَخرج من كوب الذكرى مُدنٌ،
حدائقٌ ستخرجُ،
و أناس سيخرجون في بساطتهمْ
و غداة أعود من شغفي،
أرى رابية تتشكلُ،
صباحات تزدحم في صف العمر المائلِ:
ها إن الزمان يعلقني
فوق مرايايَ الجمةِ المتعاقباتْ!

حياة الظهيرة


تختار الظهيرةُ إسمها
وسْط متاهات الريحِ.
تسافر كَالجُنون نحو الليلِ.
تهيمُ. تتعثرُ..
تصمتُ أو تهذي،
ها هي تذيعُ..
أو تُجاري السكينَه ..
هكذا الظهيره
تنوء بالأصداءْ
تهرول في وقتِ الغرباءْ
أو تتلكأ زمناً
على باب المدينه!
الظهيرةُ تلقي سرّها
في الأزقة والدروبْ.
يائسةً،
تندسُّ في الغرف الحزينه،
أو حالمةً تطلُّ
من ثقْبِ لحظة جَنينه
و حين تشيخ الظهيرةْ
تمر بعُكّازها في كسلي العذبِ
توقظني..
تسلمني مفاتيح الليلِ،
و أضواءَ السريره!

 

الأفول

كلام غائم

موقع اتحاد كتاب المغرب

  Copyright © 2001 unecma.net