النشــأة العضوية الرؤسـاء الأعضـاء المنشورات آفــاق أنشطة بلاغــات مؤتمــرات
المنشـورات الإلكترونية مواقف معادية للاتحاد
 

:::: الحسين قمري، هديل الروح، شعر،منشورات اتحاد كتاب المغرب، 2000، 70 ص.

3. في حضرة محيي الدين بن عربي

 

 

• على عتبات الولوج

على جبل من دخان

رأيته

يغزل ثوب الغيم

وبين يديه قناديل من ذهب

وأباريق يسكب منها الرؤى الشاردات

رأيته

ينشر أوراقه

ويغني

لحورية من بنات الضباء

اقتربت

فأوثقني من ثمالات صبري

ومن ظمأى مزج الكأس ثم سقاني

طقوس الندى

وخمور عوالمه الغائبات

انسلت إلى دهشة اللون والكائنات

وصوت على بابه :

"نخلة في صقيع التنائي"

عراجينها ألسن في جميع الجهات

انخدعت لأسطورتي برهة

وتحللت من شبحي

في إهابي عقيق

ونخل يلفقه قلقي

وانشطاري

انتبهت

على ضوء أيقونة

تتدلى على سفح رؤيا

مدنسة بخطايا الوصول

اشتهيت ثمار حدائقه الفاتنات

فأومأ لي أن

تجلد

فإن الخطيئة

بنت اليقين

وبوصلة

تسرق الوقت منك

وأن حدائقنا سفن

وفصول

فكدت أحطم كأسي –أمزق أشرعتي

ثم

أعلن موت الرقاع

لأهدم ما بيننا من عروش

فجاوبني من صداه

صدى

يتخثر بين الزوايا

كما لو تشظى طريقي

ووغادت كواكبه الخادعة

ولكنه ضمني من ثمالات صحوي

وأسكرني بعناقيد من جنة الفقد

بين خدور المعاني

وأخيلة حرة سافرات

وأدخلني للمدى المتحفز للمحو والانكسار

دعاني إلى إغفاءة في شرود الخيال

وتغريبة في انصياع اللغات

وأوثقني للمرايا

فلم أر إلا

اشتباهي

ولم أر إلا مشارقه والتباسي

قلت :

يا سيدي عتبات الولوج تلوح لي انسياب المدى والمدار

قدسي ظهورك لي

قبل أن يطمس العمر وهم النهار

*كأنه قوس قزح

إليك

أفاض الفجر حينا وسلمت عليك عيون للصباح تودع ولو شئت أحللت اللقاء محل ما تفرق من شمل فهل أنت تسمع، فلو سئل الديباج أين مراحه لجاءك من فرط المحبة يهرع وتأيك أنوار من البشر فجأة فتمرح نشوى في مداك وتسطع، فهل يستريح العاشقون وكلهم يرونك وجها للحبيبة يسطع، فما لهوى الألوان يجرح سيرتي ويزرع فيها حيرة تتفرع وما للفضاء الرحب يخفي دماء فتفلت منها قطرة تتضوع وتترك أسراب الطيور مهادها إليك.

مع الفجر الذي بتخلع

*إشارات بين لا ونعم

كن

كما

لا

تريد

وانتظر قمرا ينشر القرب من طيلساني

ومن خطواتي أشعر قبسا للرحيل

وأزمنة

للنشيد

قف وعاكس هبوب الرماد

ولا تلتفت للوراء

فإن الرؤى ساحرات

لجأن

إلى كمفهن البعيد البعيد

كن كما لا تريد

فإنك لن تتسلطن من غير

موت

وعمر جديد

فما ألفيت إلا نتحار الفيوم

بأشواقها في الفضاء المديد

قلت:

كيف التحول منك إليك،

وكيف هذا الفراغ العنيد

قال :

كن

طاهرا

يتخلق من أرجوان التخلي

وطين الخفاء

ولا تتخذ أي رجم

يصدك عني

فإني مغارات هذا الفضاء

05-09-1994

 

 

موقع اتحاد كتاب المغرب

Copyright © 2001 unecma.net